للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مغربها (١) قوله [فيؤذن لها] في الكلام حذف واختصار والمراد أنها تؤذن لها في السجود، ثم يؤذن لها في الطلوع من حيث تطلع. قوله [وكأنها قد قيل لها اطلعي من حيث جئت] عبر بلفظة كأن إشارة إلى غاية (٢) قرب ذلك الوقت نسبة إلى ما غبر من الزمان.

[باب في خروج يأجوج ومأجوج]

قوله [ويل للعرب] تخصيصهم (٣)


(١) قال ابن عابدين: ورد في حديث مرفوع أن الشمس إذا طلعت من مغربها تسير إلى وسط السماء ثم ترجع، ثم بعد ذلك تطلع من المشرق كعادتها، قال الرملي الشافعي في شرح المناهج: وبه يعلم أنه دخل وقت الظهر برجوعها لأنه بمنزلة زوالها، ووقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثله، والمغرب بغروبها، وفي هذا الحديث أن ليلة طلوعها من مغربها تطول بقدر ثلاث ليال لكن ذلك لا يعرف إلا بعد مضيها لانبهامها على الناس، فحينئذ قياس ما مر أنه يلزم قضاء الخمس لأن الزائد ليلتان فيقدران عن يوم وليلة، وواجبهما الخمس، انتهى.
(٢) ويؤيد ذلك لفظ البخاري في بدأ الخلق في هذا الحديث، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها ارجعي من حيث جئت، الحديث. وقد أخرجه البخاري في التوحيد بلفظ: وكأنها قد قيل لها ارجعي، ثم في الحديث عدة أبحاث مفيدة بسطها العيني لا يسعها هذا المختصر، منها المراد بالسجود إذ لا جبهة لها والانقياد حاصل له دائمًا، ومنها ما في التنزيل أنها تغرب في عين حمئة فأين هي من العرش، ومنها ما يخالفه قول أهل الهيئة أن الشمس مرصعة في الفلك، وظاهر أنها تسير، وغير ذلك، وذكر أهل التفسير المباحث في ذلك في تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}.
(٣) أي تخصيص العرب بالذكر مع أن فتنة يأجوج ومأجوج يعم الناس كلهم لكمال شفقته ورأفته صلى الله عليه وسلم عليهم، وهذا إذا كان المراد بالويل هو الإشارة إلى فتنة يأجوج ومأجوج كما هو ظاهر السياق، وإن كان المراد بالويل إشارة إلى فتنة أخرى من فتن العرب كالحرة وغيرها، وذكر ردم يأجوج ومأجوج إشارة إلى فتنة غيرها كما يشير إليه ما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم: ويل للعرب من شر قد اقترب على رأس الستين، فتخصيص العرب بالذكر ظاهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>