قوله [بين النائم واليقظان] أي بين الحالتين اللتين تردان على في نومي وفي يقظتي، أي لم أكن كما كنت أكون نائمًا ولا كما كنت أكون يقظان، بل بين هذين، أو المعنى كنت نائمًا حسب ما أنام وكنت بين نومي الثقيل بين النائم منكم واليقظان، والفرق أن في الأول تململاً بين الرقاد والسهاد، والثاني نوم على حسب عادته المستمرة صلى الله عليه وسلم. قوله [أحد بين الثلاثة] ثم حذفت القصة (١)، والفاء للتعقيب على ما هو غير مذكور هاهنا، إذ لم يثبت شق
(١) لم أتحصل كلام الشيخ حق التحصيل، والظاهر أنه وقع فيه اختصار مخل، إذ نفى فيه أولاً شق الصدر في الكعبة ثم أثبته في ليلة الإسراء، وهما قولان للسلف، من نفى الأول لم يثبت الثاني، ومن نفى الثاني نفي الأول أيضًا، وتوضيح ذلك أن هاهنا قصتين: الأولى حذف الحديث من الأول وهو صحيح كما سيأتي من الرواية المفصلة عن باب التوحيد من البخاري، والثانية قصة شق الصدر وهي مختلفة عند السلف هل وقع في الإسراء أم لا، وما وقع في حديث شريك عند الشيخين وغيرهما، وتكلم على حديثه جماعة منهم ابن حزم والقاضي عياض وغيرهما، قال القاضي في شرح الشفاء: فقد ذكر أي شريك في أول مجيء الملك، وشق بطنه، وغسله بماء زمزم، وهذا كله إنما كان وهو صبي، انتهى. وقال الحافظ في مبدأ الصلاة. رجع عياض أن شق الصدر كان وهو صغير عند مرضعته حليمة، وتعقبه السبيلي بأن ذلك وقع مرتين، وهو الصواب، انتهى. ثم قال في باب المعراج: قد استنكر بعضهم وقوع شق الصدر ليلة الإسراء، وقال: إنما كان ذلك وهو صغير في بني سعد، =ولا إنكار لذلك، فقد تواردت الروايات به، وثبت شق الصدر أيضًا عند البعثة كما أخرجه أبو نعيم في الدلائل، ولكل منها حكمة. فالأول =وقع فيه من الزيادة عند مسلم من حديث أنس: فأخرج علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، وكان هذا في زمن الطفولية، فنشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان، ثم وقع شق الصدر عند البعثة زيادة في إكرامه ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي في أكل الأحوال من التطبير، ثم وقع شق الصدر عند إرادة العروج إلى السماء ليتأهب للمناجاة، قال القرطبي في المفهم: لا يلتفت لإنكار الشق ليلة الإسراء لأن رواته ثقات مشاهير.