للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم]

قوله {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} الآية لقد تضمنت (١) شرائع الإسلام بأسرها دعوات صريحة أو ضمنية فكان الأمر بالدعاء هو الأمر بإتيانها بحسب الحقيقة، ولا شك أن الأبد عن الدعاء على هذا التقدير إنما هو إياه عن شعائر الشرع، فلا محالة يكون سببًا للعقاب، ولكنا معاشر العوام الذين عمتهم الغفلة وأحاطت بهم القسوة حتى لا يكاد أحدنا يؤدي الأحكام حسب ما


(١) ولأجل هذا المعنى فسرت عامة المفسرين الدعاء بالعبادة، وكذا شراح الحديث جلهم، قال الشيخ في البذل: فإن قلت: قوله تعالى: {ادْعُونِي} بصيغة الأمر الذي هو للوجوب، وقوله تعالى: {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} إطلاق الوعيد يدل على فرضية الدعاء ووجوبه، وأجمعت الأمة على عدم الوجوب، قلت: إن الدعاء مفهومه يشمل جميع العبادات من الفرائض والنوافل، فبعض أفرادها فرض، وبعضها نفل، فلا إشكال فيه، أو يقال: إن الأمر للاستحباب، والوعيد ليس على ترك الدعاء مطلقًا بل على تركيا استكبارًا، انتهى. وبسط القاري في وجوه الحديث وحكى عن الطيبي: يمكن أن تحمل العبادة على المعنى اللغوي، وهو غاية التذلل والافتقار والاستكانة، وما شرعت العبادة إلا للخضوع للباري وإظهار الافتقار إليه، وقال أيضًا: قال الشارح: العبادة ليست غير الدعاء، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>