للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب الوضوء مما غيرت النار]

إما أن يقال كان هذا في ابتداء الإسلام ثم نسخ أو الأمر استحباب لا إيجاب أو المراد به ما قاله مجاهد من غسل فاه فقد توضأ.

[أنتوضأ من الدهن أنتوضأ من الحميم] يعني بالدهن ما أخذ (١) بطبخ الشيء المأخوذ دهنه في الماء ثم طبخه في الدهن أي الشيرج (٢) ومثله أو المراد بالدهن ما طبخ الشيء المأخوذ ذهنه في الشيرج وأيًا ما كان فالدهن المذكور ههنا (٣) من قبيل ما مسته النار وكذلك ثور الأقط أريد به المطبوخ فإن من الثور (٤) ما هو حاصل بالطبخ ومنه ما هو حاصل من دون ملامسته بالنار، ثم إن إيراد ابن عباس ومعارضته إنما هو بفهم أبي هريرة الراوي لا الحديث فإن ابن عباس رضي الله عنه لما رأى الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم أيضًا أنهم لا يتوضأون بعد أكل الأشياء التي مست النار ظن أن ابا هريرة هو الذي حمل الحديث غير محمله المراد وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعن بكلامه هذا المفاد.

[فدخل على امرأة من الأنصار] لعلها كانت محرمة له أو عجوزة أو لم يكن خالية (٥) بل كان معها غيرها والله تعالى أعلم.


(١) يعني الشيء الذي قصد إخراج الدهن منه قد يطبخ في الماء أولاً ثم يطبخ في دهن السمسم وغيره وقد يطبخ في دهن السمسم ابتداء ولا يطبخ في الماء.
(٢) هو دهن السمسم فإنه أمهات الأدهان.
(٣) يعني المراد في الحديث الدهن المأخوذ بالطبخ كما تقدم له صورتان وأخذ الدهن قد يكون بالطبخ وقد يكون بغيره كالاعتصار والتشميس كما في كتب الطب.
(٤) قال ابن العربي: الثور جملة مجموعة من الطعام وقد أضيف إلى الأقط، انتهى. يعني المراد ههنا قطعة من الأقط.
(٥) وبهذا جزم القارئ في شرح الشمائل والحديث بهذا السياق أخرجه المصنف في الشمائل والبيهقي والطحاوي وغيرهم وخالفهم أبو داؤد فقال عن جابر بن عبد الله يقول قربت للنبي صلى الله عليه وسلم خبزًا ولحمًا، الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>