للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [فما مر بي نصف شهر إلخ] يستنبط من ها هنا ما أعطى الله أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم من سرعة الفهم وقوة الحفظ وإن لم ينقل إلينا علومهم، أفلا ترى أفرادهم كانوا يسمعون منه صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة، ثم يستنبطون منها حكم ما يرد عليهم من تفاصيل المسائل.

[باب في كراهية التسليم على من يبول]

قوله [وهو يبول فلم يرد عليه] فعلم بذلك أن التسليم لا يجوز على القاضي حاجته من البول والبراز، ولا على الطاعم، وكذلك (١) على من يقرأ القرآن، وأما لو سلم أحد على هؤلاء لم يجب عليهم


(١) وحكى صاحب الدر المختار نظمًا جمع فيه من يكره عليه السلام فقال:
سلامك مكروه على من ستسمع ... من بعد ما أبدى يسن ويشرع
مصل وتال ذاكر ومحدث ... خطيب ومن يصغى إليهم ويسمع
مكرر فقه جالس لقضائه ... ومن بحثوا في الفقه دعهم لينفعوا
مؤذن أيضًا أو مقيم مدرس ... كذا الأجنبيات الفتيات أمنع
ولعاب شطرنج وشبه بخلقهم ... ومن وهو مع أهل له يتمتع
ودع كافرًا أيضًا ومكشوف عورة ... ومن هو في حال التغوط أشنع
ودع آكلاً إلا إذا كنت جائعًا ... وتعلم منه أنه ليس يمنع
كذلك أستاذ مغن مطير ... فهذا ختام والزيادة تنفع
وفي المجمع: وقد يستدل بهذا الحديث على أن مسلم قضاء الحاجة يستحق الجواب بعد الفراغ، وحكى الطحاوي أنه يتمم ويجيب، وحكى النووي الاتفاق على عدم استحقاق الجواب، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>