(٢) قال القارئ: لأنها مخلوقة معوضة كمية أو كيفية في الدار الدنيوية أو الأخروية، قال تعالى عز امسه {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} وفي المشكاة برواية الشيخين عن أبي هريرة مرفوعًا: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا، وبروايتهما عنه أيضًا مرفوعًا: قال الله تعالى أنفق يا ابن آدم أنفق عليك، وغير ذلك من الروايات في الباب المؤيدة حملها على الحقيقة. (٣) قال القارئ: أي باب احتياج آخر بأن سلب عنه ما عنده من النعمة فيقع في نهاية من النقمة، وفي المشكاة برواية أبي داؤد والترمذي عن ابن مسعود مرفوعًا: من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله أوشك الله بالغنى، إما بموت عاجل، أو غنى آجل، قال القارئ: قوله بموت عاجل أي بموت قريب له فيرثه، فقد قال تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} انتهى، قلت: أو بموت أجنبي يوصي له في ماله، ولفظ الترمذي الآتي قريبًا: يرزق عاجل أو آجل، ليس فيه ذكر الموت.