(٢) ... قال القاري: أي من تكلم في معناه أو قراءته من تلقاء نفسه من غير تتبع أقوال الأئمة من أهل اللغة والعربية المطابقة للقواعد الشرعية، بل بحسب ما يقتضيه عقله، وهو مما يتوقف على النقل كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وما يتعلق بالقصص والأحكام، أو بحسب ما يقتضيه ظاهر النقل وهو مما يتوقف على العقل، كالمتشابهات التي أخذ المجسمة بظواهرها وأعرضوا عن استحالة ذلك في العقول، أو بحسب ما يقتضيه بعض العلوم الإلهية مع عدم معرفته ببقيتها، وقال ابن حجر: أي أخطأ طريق الاستقامة يخوضه في كتاب الله بالتخمين والحدس مع عدم استجماعه بشروطه، فكان آثمًا به مطلقًا، ولم يعتد بموافقته للصواب. بخلاف من كملت فيه آلات التفسير وهي خمسة عشر علمًا: اللغة، والنحو، والصرف، والاشتقاق، لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين اختلف المعنى كالمسيح هل هو من السياحة أو المسح، والمعاني، والبيان، والبديع، والقراءات، والأصلين، وأسباب النزول، والقصص، والناسخ والمنسوخ، والفقه، والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم، = =وعلم الموهبة، وهو علم يورثه الله عز وجل لمن عمل بما علم، انتهى. قلت: والمراد بالأصلين أصول الدين وأصول الفقه، كما ذكرهما السيوطي في الإتقان.