(٢) ففي المشكاة برواية البخاري عن أبي هريرة مرفوعًا: من يرد الله به خيرًا يصب منه، وقد ورد عند المصنف أيضًا عدة روايات صريحة في ذلك، وما أفاده الشيخ من قوله: وكثيرًا ما يقع خلافه يرشد إليه قوله عز اسمه {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} الآية، وما ورد في الروايات من انتقام الرب عز اسمه بالقحط وغيره إذا انتهكت محارمه، وما ورد في الزلازل وغيرها، ثم ذكر في الإرشاد الرضى أنه يشكل أن بعض الأنبياء السابقين كنوح عليه السلام أو ذي أكثر منه صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى، والجواب أن عظم البلاء قد يكون باعتبار الكمية، وقد يكون باعتبار الكيفية، فالنبي صلى الله عليه وسلم للطافة شأنه يشتد عليه ما لا يشتد على غيره، انتهى قلت: والحلم والعفو مع القدرة أشد ولا يوازيه شيء، والنبي صلى الله عليه وسلم لما سأله ملك الجبال في الطائف أن يطبق عليهم الأخشبين قال: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده.