للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [المسلم أخو المسلم] ثم أشار إلى بعض ما تقتضيه الأخوة من آداب حسن المعاشرة، وقوله يكذب يصح مخففًا ومشددًا. قوله [كل المسلم إلخ] ثم أشار إلى تفصيل الكلية، وقدم العرض لعدم اعتداد أكثر الناس بأعراض إخوانهم فيقعون في أعراضهم بالسب والشتم، ولأن العرض أعز من النفس عند الأكثر فكيف بالمال. قوله [إن أحدكم مرآة أخيه] في إظهار عيبه عليه بحيث لا يظهر على غيره.

[باب الستر على المسلمين]

قوله [ومن ستر على مسلم إلخ] يعم ستر عورته وعيبه.

[باب في مواساة الأخ] قوله [هلم أقاسمك إلخ] وبذلك يظهر المطابقة بالترجمة والمواساة من جانب الآخر رده عليه أهله وماله ودعاؤه له بالبركة فيهما.

قوله [أولم ولو بشاة] الظاهر كونها ترقيًا.

[باب في الغيبة]

قوله [فقد بهته] مع ارتكاب الغيبة لصدق ما عرف به النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة.

[باب في الحسد]

قوله [لا تقاطعوا إلخ] هو الأعراض من بعد قبل أن يلتقيا، والتدابر إعراضهما بعد القرب واللقاء كما سبق من قوله يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، أو التقاطع بالقلب والتدابر بالظاهر. قوله [لا حسد إلخ] إن أخذ (١) بمعنى الغبطة فالمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى صلاحية الغبطة عن كل الخصال


(١) قال العيني: فإن قلت الحسد موجود في الحاسد لا في اثنين فما معنى هذا الكلام؟ قلت: المعنى لا حسد للرجل إلا في شأن اثنين، لا يقال قد يكون الحسد في غيرهما فكيف يصح الحصر لأنا نقول: المراد لا حسد جائز في شيء من الأشياء إلا في اثنين، أو المعنى لا رخصة في الحسد في شيء إلا في اثنين، فإن قلت: في هذه الاثنين غبطة وهو غير الحسد فكيف يقال لا حسد؟ قلت: أطلق الحسد وأراد الغبطة من قبيل إطلاق اسم المسبب على السبب، وقال الخطابي: معنى الحسد ههنا شدة الحرص والرغبة، كنى بالحسد عنهما لأنهما سببه والداعي إليه فلذا سماه البخاري (في الترجمة) اغتباطًا، وفيه قول بأنه تخصيص لإباحة نوع من الحسد وإخراج له عن جملة ما حظر منه كما رخص في نوع من الكذب وإن كانت جملته محظورة فالمعنى لا إباحة في شيء من الحسد إلا فيما كان هذا سبيله، وقيل: هذا استثناء منقطع بمعنى لكن، وقال الكرماني: يحتمل أن يكون من قبيل قوله تعالى {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى}، أي لا حسد إلا في هذين الاثنين وفيهما أيضًا لا حسد فلا حسد أصلاً، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>