للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجانبين له مراتب كثيرة. قوله [كتب به إلى منصور] أي وبعد ذلك لقيته فقرأته عليه إجادة للإجازة وإن كان (١) يكفي الاكتفاء بالأول. قوله [لا تنزع الرحمة] مراتب الشقاوة مرتبة على مراتب النزع. قوله [الدين النصيحة] النصيحة هو الخلوص، ثم لله (٢) يشمل جميع ما وراءه إلا أنه بين بعض أنواعه لمزيد الاهتمام والتنبيه لمن لا ينتبه لدخولها تحته.


(١) فإن الرواية بالكتاب جائزة عند جمهور المحدثين كما بسطه أهل الأصول، والحديث بالطريقين معًا الكتابة والقراءة أخرجه أبو داؤد.
(٢) يعني قوله: النصيحة لله يشمل جميع النصائح كائنة لمن كاتب لأنها كلها لله تعالى لكن أفرد بعض أنواعها اهتمامًا بها، قال الحافظ قال الخطابي: النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له وهي من وجيز الكلام بل ليس في الكلام كلمة مفردة تستوفي بها العبارة عن معنى هذه الكلمة، وهذا الحديث من الأحاديث التي قيل فيها إنها أحد أرباع الدين، وقال النووي: بل هو وحده محصل لغرض الدين لأنه منحصر في الأمور التي ذكرها، فالنصيحة لله وصفه بما هو له أهل والخضوع له ظاهرًا وباطنًا والرغبة في محابه بفعل طاعته والرهبة من مساخطه بترك معصيته والجهاد في رد العاصين إليه، إلى آخر ما قاله.

<<  <  ج: ص:  >  >>