للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه صلى الله عليه وسلم [باب ما جاء في يا بني]

يعني أنه ليس سبًا إنما هي كلمة ترحم وتلطف تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم.

[باب ما يكره من الأسماء]

قوله [لأنهين] أي لأحرمن إلا أنه لم يحرم فعلم كراهته لها. قوله [غير اسم عاصية] فعلم أن (٣) ما شاع من كتابة مثل الآثم والمذنب والعاصي غير جائز.


(٣) قلت: وما يخطر في البال إن كان صوابًا فمن الله ثم من بركات هؤلاء المشايخ الكبار، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان أن فرقًا ما بين التسمية والتوصيف، فإن للأسامي تأثيرًا في المسميات، فيكون التسمية مكروهًا بخلاف التوصيف، فإنه إن كان على سبيل التلقيب فيدخل في الكراهة، وإلا فلا، لا سيما إذا كان التوصيف هضمًا لنفسه. نعم يكره إذا كان بمجرد الرسم كما هو المتعارف، ولا يدخل فيهما معًا ما هو المتعارف عند المتأخرين في مفتتح كتبهم من ذكر الصفات المتضمنة للعجز والتقصير فإن المقام مقام دعاء وتواضع، وقد ورد في مقام الأدعية الاعتراف بالذنوب كثيرًا، منها ما ورد: أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي، وكذلك إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، وكذلك أنا عبدك ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، وغير ذلك من الأدعية الكثيرة الصحيحة الشهيرة، هذا وقد ورد في غير رواية تعبير الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين إياهم أنفسهم بمثل هذه الأوصاف، ففي أحاديث المجامع في رمضان: هلكت يا رسول الله، وفي رواية إنه احترق، وفيها أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: أين المحترق آنفًا مع أنه صلى الله عليه وسلم غير اسم الشهاب، وفيها أيضًا: إن الأخر هلك، قال الحافظ: الأخر الأبعد، وقيل: العائب، وقيل: الأرذل، وكذلك في روايات الحدود أن رجلاً من أسلم قال لأبي بكر: إن الأخر زنى، قال: فتب إلى الله، ثم أتى عمر كذلك، ثم أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد التلفظ بقولهم: نافق فلان لأنفسهم كثيرًا، كما روى عن حنظلة قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله ما تقول! قلت: نكون عند النبي صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة الحديث، وأنت خبير بأن كلام مشايخ السلوك مملوء بأمثال ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>