للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بما يلهيه عما سأل، فلماذا قال (١): إنا بنو هاشم عني (٢) بذلك أنا لسنا بساكتين عما


(١) هكذا في الأصل، وجزاؤه ساقط من تصرف الناسخ أو محذوف، أي فلما قال ذلك أجابه عن سؤاله.
(٢) ولفظ السيوطي في الدر برواية عبد بن حميد والترمذي والحاكم وغيرهم: فكبر حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم نزعم أو نقول: إن محمدًا قد رأى ربه مرتين، فقال كعب: إن الله قسم رؤيته، الحديث. وقال الحافظ بعد ما ساق حديث الترمذي: هكذا في سياق الترمذي، وعند عبد الرزاق من هذا الوجه فقال ابن عباس: [إنا بنو هاشم نقول: إن محمدًا رأى وبه مرتين، فكبر كعب وقال: إن الله قسم رؤيته وكلامه، الحديث. وفي المجمع: قوله: فكبر حتى جاوبه الجبال، أي جاوبه بالصدا كأنه استعظم ما سئل عنه فكبر، ولعل السؤال كان عن رؤية الرب، وقوله: إنا بنو هاشم بعث له على التسكين وترك الغيظ والتفكر في الجواب، فإن بني هاشم أهل علم لا يسألون عن أمر مستعبد، أو من ثم لما تفكر أجاب بأنه سبحانه وتعالى قسم رؤيته وكلامه، انتهى. قلت: والظاهر مما سبق من لفظ السيوطي والحافظ أن في حديث الترمذي اختصارًا، ثم اختلفت الروايات عن ابن عباس، قال الحافظ: جاءت عن ابن عباس أخبار مطلقة وأخرى مقيدة، فيحب حمل مطلقها على مقيدها، فمن ذلك ما أخرجه النسائي بإسناد صحيح وصححه الحاكم أيضًا من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد، وأخرجه ابن خزيمة بلفظ: إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة، الحديث. وأخرج ابن إسحاق أن ابن عمر أرسل إلى ابن عباس هل رأى محمد ربه، فأرسل إليه أن نعم، وأخرج مسلم من طريق أبي العالية عن ابن عباس قال: رأى ربه بفؤاده مرتين، وله من طريق عطاء عنه قال: رآه بقلبه، وأصرح من ذلك ما أخرجه ابن مردوديه من طريق عطاء عنه قال: لم يره رسول الله صلى الله =عليه وسلم بعينه، إنما رآه بقلبه، وعلى هذا فيمكن الجمع بين إثبات ابن عباس ونفي عائشة، بأن يحمل نفيها على رؤية البصر، وإثباته على رؤية القلب، انتهى. قلت: وقد جاءت عن ابن عباس رواية ثالثة ذكرها السيوطي في الدر برواية الطبراني وابن مردوديه عن ابن عباس قال: إن محمدًا رأى ربه مرتين: مرة ببصره ومرة بفؤاده.

<<  <  ج: ص:  >  >>