سألنا ولا هين عنه بفعلك هذا، أو لسنا سائلين عن أمر مستبعد.
قوله [نيهان] بتقديم النون على الباء الموحدة. قوله [نوراني أراه] فيه تأويلان: أي هو نور فكيف أراه، أو الذي رأيته نور، وأما الرب تبارك وتعالى فكيف أراه، وقيل:(١) هو بتمامه لفظ واحد، أي نوراني أراه،
(١) فقد قال القاري: أنى بفتح الهمزة وتشديد النون على ما في أكثر النسخ، أي كيف أراه، أي هو نور عظيم كيف أبصره، فإن كمال النور يمنع الإدراك، وفي بعض السنخ: نوراني: بتشديد الياء للنسبة لزيادة الألف والنون للمبالغة كالرياني، وحينئذ قوله: أراه بمعنى أظنه من الرؤية بمعنى الرأي، فلو قرئ بضم الهمزة لكان أظهر في هذا المعنى، ويمكن أن يكون بمعنى أبصره إيماء إلى أنه ما رآه في الدنيا وسيراه في الآخرة، أو مراده أبصرته والعدول إلى الاستقبال لحكاية الحال الماضية، فكأنه يستحضره ويتلذذ به، قال ابن الملك: اختلف في رؤيته في تلك الليلة، وفي الحديث دليل للفريقين على اختلاف الروايتين لأنه روى بفتح الهمزة وتشديد النون المفتوحة، فيكون استفهامًا على سبيل الإنكار، وروى بكسر النون فيكون دليلاً للمثبتين، ويكون حكاية عن الماضي بالحال، وقال الإمام أحمد: بتشديد النون يعني على طريق الإيجاب، قال الطيبي: أراد ليس الاستفهام على معنى الإنكار المستفيد للنفي، بل للتقرير المستلزم للإيجاب أي نور حيث أراه، انتهى.