(٢) ببناء المجهول، أي كان يذكر حسنه في الآفاق، وكان مشهورًا في الجمال. (٣) هذا هو الأوجه بل المتعين في معنى الحديث، وهو الظاهر من سياق البخاري بلفظ: أتى ابن زياد برأس الحسين فجعل في طست، فجعل ينكت وقال في حسنه شيئًا، فقال أنس: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن القاري فسر حديث البخاري بالمدح إذ قال: وقال ابن زياد في حسنه شيئًا أي من المدح كما سيجيئ، ثم ذكر حديث الترمذي هذا وهو المراد بقوله سيجيئ، وكأنه حمل الحديثين معًا على المدح، ثم قال بعد ما ذكر حديث الترمذي هذا: قبل هذا لا يلايم السياق إلا أن يحمل على الاستهزاء، فحينئذ يحمل استهزاؤه على المكابرة وزيادة المعاندة، انتهى. قلت: وهذا الذي ذكره بلفظ قيل هو موافق لمختار الشيخ وهو الصواب، وفسر صاحب مظاهر الحق حديث البخاري بالتعييب، وحديث الترمذي بالمدح استهزاءً، ومؤداهما واحد، نعم يؤيد القاري ما في الخميس عن ذخائر العقبي: جيء برأسه إلى بين يدي ابن زياد فنكته بقضيبه، وقال: لقد كان غلامًا صبيحًا.