للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأجر، وإنما هو محض التذاذ واستبناس بما يحبه، وقوله عليه السلام: هي المانعة هي المنجية، أرد بذلك قراءته في حياته.

قوله [وكأن زهيرًا إلخ] لما لم يكن (١) كلام أبي الزبير نصًا في نفي الرواية عن جابر، بل المذكور في روايته أنه لم يخبره إلا صفوان أو ابن صفوان، ويمكن أن يكون معناه أني لم أسمع بهذا السند إلا عن صفوان أو ابن صفوان وجاز سماعه عن جابر، قال المؤلف: كأن زهيرًا، ولم ينص على النفي.

قوله [تفضلان على كل سورة إلخ] أي في هذه الخلة (٢) المذكورة أي الاتجاه من عذاب القبر والمنع منه.


(١) هذا هو الظاهر في غرض كلام المصنف يعني إنكار زهير لرواية عدم الواسطة بين أبي الزبير وجابر لم يكن منصوصًا، بل هو مستنبط مما ذكره من إثبات الواسطة، والحديث صححه الحاكم بالواسطة ولفظه: حدثنا جعفر بن محمد، نا الحارث بن أبي أسامة، نا أبو النضر، نا أبو خيثمة زهير بن معاوية، قلت لأبي الزبير: أسمعت أن جابرًا يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى بقرأ ألم تنزيل السجدة، وتبارك الذي بيده الملك، فقال أبو الزبير: حدثنيه صفوان أو أبو صفوان، هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه لأن مداره على حديث ليث= =بن أبي سليم عن أبي الزبير، انتهى. وسكت عليه، وقال السيوطي في الدر: أخرجه أبو عبيد في فضائله وأحمد وعبد بن حميد والدارمي والترمذي والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث.
(٢) هذا أوجه وأجود فلا إشكال إذًا بالروايات المتضمنة لفضائل السور الآخر، وعلى هذا لا يتكلف بشيء مما تكلف به الشراح، وقال القاري: وهو لا ينافي الخبر الصحيح أن البقرة أفضل سور القرآن بعد الفاتحة، إذ قد يكون في المفضول مزية لا توجد في الفاضل، أو له خصوصية بزمان أو حال كما لا يخفى على أرباب الكمال، فلا يحتاج في الجواب إلى ما قاله ابن حجر أن ذلك صحيح، وهذا ليس كذلك، انتهى. ثم مما يجب التنبيه عليه أن أثر طاؤس هذا في النسخ الهندية والمصرية الموجودة عندنا من الترمذي بلفظ السبعين، وقال السيوطي في الدر: أخرج الدارمي والترمذي وابن مردويه عن طاؤس قال: ألم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك تفضلان على كل سورة في القرآن بستين حسنة، وهكذا أخرجه الدارمي بلفظ الستين، وبرواية الدارمي ذكره صاحب المشكاة بلفظ الستين، وكذا ابن السني في عمل اليوم والليلة، فالظاهر أن ما في الترمذي تصحيف من الناسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>