للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليعلم أن الأمر لا يختص بالكهف، بل الحكم شامل للقرآن كله ما قرأ (١) منه، والسكينة (٢) هي الطمأنينة وسكون القلب إلى ذكر الله تعالى، وإنما تصورت


(١) بدل من القرآن أي شامل لكل ما قرئ من القرآن، ولا يختص بشيء دون شيء، وعلى هذا فلا خصيصة لها بسورة الكهف، نعم ورد في فضلها خاصة روايات كثيرة ذكرها السيوطي في الدر، لا سيما في قراءتها يوم الجمعة، والرجل القاري في حديث الباب هو أسيد بن حضير على الظاهر، وبه جزم العيني في علامات النبوة، وذكره الحافظ في فضل الكهف بلفظ (قيل) احتمالًا، ويؤيده ما في الدر برواية الطبراني عن أسيد بن حضير أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني كنت أقرأ البارحة سورة الكهف فجاء شيء حتى غطى فمي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مه تلك السكينة جاءت حين تلوت القرآن.
(٢) قال الحافظ: بمهملة وزن عظيمة، وحكى فيها كسر أولها والتشديد، تكرر هذا اللفظ في القرآن والحديث، فروى عن على: هي ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان، وقيل: لها رأسان، وعن مجاهد: لها رأس كرأس الهر. وعن الربيع بن أنس: لعينها شعاع، وعن السدى: هي طست من ذهب من الجنة يغسل فيها قلوب الأنبياء، وعن أبي مالك: هي التي ألقى فيها موسى الألواح والتوراة والعصا، وعن وهب بن منبه: هي روح من الله تعالى، وعن الضحاك: هي الرحمة، وعنه: هي سكون القلب، وهذا اختيار الطبري، وقيل: الطمأنينة، وقيل: الوقار، وقيل: الملائكة، = = والذي يظهر أنها مقولة بالاشتراك على هذه المعاني، فيحمل كل موضع وردت فيه على ما يليق به، والذي يليق بحديث الباب هو الأول، وليس قول وهب ببعيد، وقال النووي: المختار أنها شيء من المخلوقات فيه طمأنينة ورحمة ومعه الملائكة، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>