للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن ذكر عدد لا ينفي ما فوقه، أو يقال زوجتان من أزواج نساء الدنيا، والباقيات من الحور العين، أو يقال لكل أهل الجنة زوجتان، وما ورد من العدد الزائد على ذلك فهو لأهل درجة خاصة معينة عند الله، والعموم هناك حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل منهم كما قال في هذا الحديث، ليس إلا عموم نوع منهم خاص وصنف، لا عمومًا جنسيًا يشمل كل الأفراد بحيث لا يشذ منه شيء.

قوله [يعطي المؤمن قوة كذا وكذا (١) إلخ] الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم ذكر هناك عددًا أقل من المائة كخمسين أو ستين، فلما تعجبوا منه وسألوا أنه هل يطيق ذلك؟ فإنهم استبعدوا ذلك لما رأوا من حالهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم دافعًا تعجبهم واستبعادهم: كيف لا يطيق خمسين وإنه يعطى قوة مائة، فصح سؤالهم بعد إخباره صلى الله عليه وسلم، أو يقال (٢).

قوله [ومجامرهم الألوة إلخ] (٣).


(١) أي قوة جماع كذا وكذا من النساء، فكذا وكذا كناية عن عدد النساء كخمسين وستين، أو كناية عن مرات الجماع، كعشرين مرة أو أربعين مرة، وعلى هذا فالمعنى إذا كان يعطي قوة مائة امرأة فهو يطيق الجماع أربعين مرة أو خمسين مرة بالبداهة، مأخوذ من شروح المشكاة.
(٢) بياض في المنقول عنه بعد ذلك، وليس في الإرشاد الرضى أيضًا بأكثر مما تقدم عن الشيخ، فالله أعلم بما أراد الشيخ إيراده بعد ذلك.
(٣) بياض في المنقول عنه هاهنا أيضًا، ولم يتعرض عن هذا القول في الإرشاد الرضى، وقال القاري: الألوة بفتح الهمزة ويضم وبضم اللام وتشديد الواو، وحكى ابن التين كسر الهمزة وتخفيف الواو، والهمزة أصلية، وقيل زائد، قال الأصمعي: أراها فارسية عربت، قال النووي: هو العود الهندي، قال الحافظ: المجامر جمع مجمرة وهي المبخرة، سميت مجمرة لأنها يوضع فيها الجمر ليفوح به ما يوضع فيها من البخور، وفي المجمع: جمع مجمر بالكسر والضم، فبالكسر موضع وضع النار للبخور، وبالضم ما يتبخر به وأعد له الجمر، وهو المراد هاهنا، أي بخورهم بالألوة. وقال الطيبي: جمع مجمر بفتح الميم ما يوضع فيه الجمر، وبكسرها الآلة. قال الحافظ: قيل جعلت مجامرهم نفس العود، لكن في الرواية الثانية وقود مجامرهم الألوة، فعلى هذا في رواية الباب تجوز، قلت: لا حاجة إلى التجوز على ما قاله الطيبي من جمع آلة، أو على ما في المجمع من جمع مجمرة بالضم، وأشكل على الحديث أن رائحة العود تفوح بوضعه في النار والجنة لا نار فيها، وأجيب باحتمال أن يشتعل بغير نار، بل بقوله كن، وإنما سميت مجمرة باعتبار الأصل، ويحتمل أن يشتعل بنار لا احتراق فيها ولا ضرر، أو يفوح بغير اشتعال، أو يشوي خارج الجنة، أو بأسباب قدرت لإنضاجه ولا تتعين النار. قال القاري: وقد يكون بالنور وهو في غاية من الظهور. قال القرطبي: يقال أي حاجة لهم إلى البخور وريحهم أطيب من المسك؟ ويجاب بأن نعيم أهل الجنة من أكل شرب وطيب ليس عن ألم الجوع والظمأ والنتن، إنما هي لذات مترادفة ونعم متوالية، هكذا في شروح البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>