للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الواصف، أو يقال: إنه لما صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه من المعاني وأقر بها جعل واصفًا حقيقة ولا ضير فيه إذًا.

قوله [أول من تكلم في القدر] أي أنكره (١).

قوله [فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلى (٢)] لكوني أقدر على الكلام منه وألسن، قوله [يقرأون القرآن ويتقفرون (٣) العلم] ذكر ذلك لأنهم


(١) قال النووي: معناه أول من قال بنفي القدر فابتدع وخالف الصواب. وفي شرح المواقف: يلقبون بالقدرية لإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم وإنكارهم القدر، قال النووي: الجهني بضم الجيم نسبة إلى جهينة قبيلة من قضاعة، نسب إليهم معبد بن خالد الجهني، كان يجالس الحسن البصري، وهو أول من تكلم في البصرة بالقدر، فسلك أهل البصرة بعده مسلكه، وقيل: إنه معبد بن عبد الله بن عويمر، انتهى. وفي البذل: يقال إنه ابن عبد الله بن عكيم، ويقال: ابن عبد الله بن عويم، ويقال: ابن خالد، كان رأسًا في القدر، قدم المدنية فأفسد بها ناسًا، كان الحسن البصري يقول: إياكم ومعبدًا فإنه ضال مضل. قال العجلي: تابعني ثقة كان لا يتهم بالكذب، قتله الحجاج سنة ٨٠ هـ أو بعدها، انتهى. قلت: وهو من رواة ابن ماجة، ويقال: إن معبدًا أخذ ذلك من المجوس.
(٢) قال النووي: معناه يسكت ويفوضه إلى لأقدامي وجرأتي وبسطة لساني فقد جاء عنه في رواياته لأني كنت أبسط لسانًا، انتهى.
(٣) قال النووي: بتقديم القاف على الفاء، معناه يطلبونه ويتتبعونه، هذا هو المشهور، وقيل: معناه يجمعونه، ورواه بعض شيوخ المغاربة بتقديم الفاء وهو صحيح أيضًا، معناه يبحثون عن غامضه ويستخرجون خفيه، وروى في غير مسلم يتقفون بتقديم القاف وحذف الراء وهو صحيح أيضًا، ومعناه أيضًا يتبعون، وقال عياض: رأيت بعضهم قال فيه: يتقعرون وفسره بأنهم يطلبون قعره أي غامضه، وفي رواية يتقفون ومعناه ظاهر، انتهى. وقال الدمنتي في نفع القوت: يتفقرون، بالنهاية بفاء فقاف والمشهور عكسه، وقال بعض المتأخرين: هي عندي أصح رواياته أي يستخرجون غامضه من فقر البئر حفرها لاستخراج مائها، ومعنى المشهور أي يطلبون العلم، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>