(٢) هكذا في المنقول عنه فإن كان محفوظًا عن التحريف فهو عطف على البياض حذف ما بعده اختصارًا واتكالاً على ما يفهم من السياق، والمعنى أن البياض مضاف إلى الثياب من قبيل إضافة الصفة إلى موصوفها وكذا السواد الصفة مضاف إلى موصوفها وهو الشعر، وقوله: وبغير الإضافة يتعلق بهما معًا، وفي الإرشاد الرضى: إما بإضافة الشديد إلى البياض أو بدون الإضافة، وهكذا في شديد سواد الشعر، قال القاري: بإضافة شديد إلى ما بعده إضافة لفظية مفيدة للتخفيف فقط صفة رجل، واللام في الموضعين عوض عن المضاف إليه العائد إلى الرجل، أي شديد بياض ثيابه شديد سواد شعره، وفي نسخة بالتنوين في الصفتين المشبهتين ورفع ما بعدها على الفاعلية، وفيه استحباب البياض والنظافة في الثياب، وأن زمان طلب العلم أوان الشباب لقوته على تحمل أعبائه، انتهى. (٣) قال القاري: روى بصيغة المجهول الغائب ورفع الأثر، وهو رواية الأكثر والأشهر، وروى بصيغة المتكلم المعلوم ونصب الأكثر والجملة حال من رجل أو صفة له، والمراد بالأثر ظهور التعب والتغير والغبار، والمعنى تعجبنا من كيفية إتيانه، إذ لو كان من المدينة لعرفناه، أو كان غريبًا لكان عليه أثر السفر، قال زين العرب في شرح المصابيح: لا يعرفه منا أي من الصحابة وإلا فالرسول صلى الله عليه وسلم قد عرفه، وقال السيد جمال الدين: قد جاء صريحًا في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرفه حتى غاب، كما أفاده الشيخ ابن حجر، انتهى.