للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [ثم كتمه] أي بعد (١) ما احتاج الناس إليه، ولم يكن في إظهاره مفسدة.

قوله [فاستوصوا بهم خيرًا] أي أوصيكم الخير (٢) بهم فاقبلوا وصيتي فيهم.


(١) وبذلك جزم عامة الشراح، قال القاري: هو علم يحتاج إليه السائل في أمر دينه. قال ابن حجر: ثم هاهنا استبعادية لأن تعلم العلم إنما يقصد لنشره ونفعه الناس، وبكتمه يزول ذلك الفرض الأكمل، فكان بعيدًا ممن هو في صورة العلماء والحكماء. قال السيد: هذا في العلم اللازم التعليم، كاستعلام كافر عن الإسلام ما هو، أو حديث عهد به عن تعليم صلاة حضر وقتها، أو كالمستفتي في الحلال والحرام، فإنه يلزم في هذه الأمور الجواب لا نوافل العلوم الغير الضرورية، وقيل: العلم هاهنا علم الشهادة، وتكلم بعض العلماء في هذا الحديث بأنه ضعيف، بل هو موضوع، وفي المقاصد الحسنة للسخاوي: حسنه الترمذي وصححه الحاكم، انتهى.
(٢) هذا هو المشهور في معناه، وقيل: اطلبوا الوصية والنصيحة بهم من أنفسكم، فالسين للطلب والكلام من باب التجريد، أي ليجرد كل منكم شخصًا من نفسه ويطلب منه التوصية في حق الطالبين، ومراعاة أحوالهم، وقيل: الاستيصاء طلب الوصية من نفسه أو غيره بأحد أو بشيء، يقال: استوصيت زيدًا بعمرو خيرًا، أي طلبت من زيد أن يفعل بعمرو خيرًا، والباء في بهم للتعدية، وقيل: معناه مروهم بالخير، هكذا في المرقاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>