(٢) ولفظها: قوله: ولو آية الظاهر أن المراد آية القرآن، أي ولو كانت آية قصيرة من القرآن، والقرآن مبلغ عن رسول صلى الله عليه وسلم لأنه الجائي به من عند الله، ويفهم منه تبليغ الحديث بالأولى، فإن القرآن مع انتشاره وتكفل الله بحفظه لما أمرنا بتبليغه فالحديث أولى به، انتهى. وقال القاري: قوله ولو آية، أي ولو كان المبلغ آية، وهي في اللغة العلامة الظاهرة. قال زين العرب: وإنما قال آية لأنها أقل ما يفيد في التبليغ، ولم يقل حديثًا لأن ذلك يفهم بالطريق الأولى، لأن الآيات إذا كانت واجبة التبليغ مع انتشارها، وكثرة حملتها لتواترها، وتكفل الله تعالى بحفظها، فالحديث أولى بالتبليغ، وإما لشدة اهتمامه صلى الله عليه وسلم بنقل الآيات لبقائها من سائر المعجزات، ولمساس الحاجة إلى ضبطها ونقلها إذ لابد من تواترها، قال القاري: والثاني أظهر، وقال المظهر: المراد بالآية الكلام المفيد نحو من صمت نجا، أي بلغوا عن أحاديثي ولو كانت قليلة، فإن قيل: لم قال آية ولم يقل ولو حديثًا مع أنه المراد؟ قلنا: لوجهين أحدهما أنه أيضًا داخل في هذا الأمر لأنه صلى الله عليه وسلم مبلغهما، والثاني أن طباع المسلمين مائلة إلى قراءة القرآن، وتعلمه وتعليمه ونشره، انتهى.