للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على (١) هذا التقدير يحتاج إلى تقدير، وهو التلفظ بالسلام مع أن الذي بينا أسلم من الاحتياج إلى تقدير، ويرد عليه أيضًا أن التسليم بالإشارة لما لم يك معهود أهل الإسلام، فكيف يقال ألوى يده بالتسليم إذ لا تسليم بالإلواء إذًا.

قوله [ثم روى عن هلال بن زينب إلخ] لفظة ثم ليست (٢) بواردة على معناها من التأخير الزماني، بل المراد أن ابن عون مع طعنه فيه قد روى عنه، والجواب أنه كان يروى عنه، ثم لما حدث لشهر بعد ذلك سوء الحفظ في آخر عمره تركه ابن عون وتكلم فيه، ونقل الطعن فيه عن رجال آخرين، لكنا (٣)


(١) علة لمختار الشراح، يعني اختاروا تعلق الجار بالألواء لئلا يحتاج إلى تقدير وهو المراد بقوله: مع أن الذي بينا أي الذي اختارته الشراح سالم من التقدير، لكنه يرد على مختارهم أنه يخالف تبويب المصنف، ويرد عليه أيضًا أنه ليس بمعهود في السلام عند المسلمين، واختار المحشى أيضًا مختار الشيخ إذ قال: هذا محمول على أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين اللفظ والإشارة، لأن أبا داود روى هذا الحديث فقال في روايته: سلم علينا، كذا قاله النووي، انتهى.
(٢) لعل الباعث للشيخ على هذا التوجيه مع احتماله الظاهر من التأخير الزماني ما يظهر من كتب الرجال أن طعنه متأخر عن الرواية، ففي تهذيب الحافظ قال ابن المديني: حدث ابن عون عن هلال بن أبي زينب عن شهر: فساره شعبة، فلم يذكره ابن عون، وقال معاذ بن معاذ: سألت ابن عون عن حديث هلال عن شهر، فقال: ما تصنع بشهر إن شعبة ترك شهرًا، انتهى.
(٣) وفيه أنه ضعفه غير ابن عون أيضًا لا سيما شعبة، كما بسطه عنهم الحافظ في تهذيبه لكن موثقوه أيضًا كثيرون كما في شرح مقدمة مسلم للنووي.

<<  <  ج: ص:  >  >>