وأحاط بك، فإنهما يحيطان القارئ، ويحفظانه عن العذاب والهول.
قوله [وبينهما شرق] بفتح الشين (١) أي شبه فرجة تفصل بينهما
(١) قال في المجمع: الشرق ها هنا الضوء، الشرق ها هنا الضوء، وهو الشمس والشق أيضًا، وسكون الراء أشهر من فتحها، أي ضوء أو شق أي فرجة وفصل ليميزها بالبسملة، انتهى. قال النووي: هو بفتح الراء وإسكانها، أي ضياء ونور، وممن حكى الفتح والإسكان القاضي وآخرون، والأشهر في الرواية واللغة الإسكان، انتهى. وقال القاري: بفتح الشين المعجمة وسكون الراء أشهر من الفتح بعدها قاف، أي ضوء ونور الشرق هو الشمس تنبيهًا على أنهما مع الكثافة لا يستران الضوء، وقيل: أراد بالشرق الشق، وهو الانفراج، أي بينهما فرجة وفصل ليميزها بالبسملة في المصحف والأول أشبه، وهو أنه أراد به الضوء لاستغنائه بقوله ظلتان عن بيان البينونة، فإنهما لا تسميان ظلتين إلا وبينهما فاصلة، اللهم إلا أن يقال: فيه تبيان أنه ليست ظلة فوق ظلة، بل متقابلتان بينهما بينونة مع أنه يحتمل أن يكونا ظلتين متصلتين في الإبصار منفصلتين بالاعتبار، انتهى. ولعلك قد عرفت أن المحصول من المجموع ثلاثة توجيهات للحديث: الأول أن بينهما فرجة كمقدار فرجة البسملة بين السورتين، والثاني بينهما ضوء ونور ولعله ثواب البسملة. والثالث أن لفظه بينهما بمعنى فيهما يعني أن الغيايتين مع كثافتهما فيهما شيء من الضياء أيضًا.