للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق الجنة واحد، وطرق النار وهي الأهواء متشعبة.

قوله [لنربين عليهم] أي في الكم والكيف فنمثل بأكثر ممن مثلوهم منا، ونمثل أكثر من المثلات التي اختارها الكفار، والنزول قبل (١) ذلك إلا أن المراد كون الآية قد نزلت فعملنا بها يوم فتح مكة، فكأنها نزلت فيه وعلم حكم المثلات بهم يوم ذاك بها. قوله [لا قريش إلخ] لا علاقة له بالكريمة المذكورة قبله وإنما هو من وقائع يوم الفتح، اختصر (٢) الزاوي قصته وهذا منها.


(١) أي قبل فتح مكة، ففي الخازن: سورة النحل مكية إلا قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا} إلى آخر السورة، فأنها نزلت بالمدينة في قتل حمزة، قاله ابن عباس، ثم ذكر فيه أقوالا أخر، وفي الدر: أخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عطاء بن يسار، قال: نزلت سورة النحل كلها بمكة إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة يوم أحد حيث قتل حمزة، الحديث. وذكر عدة روايات في الباب، ولعل الراوي عزا نزولها إلى الفتع لأن ذاك كان أوان العمل بما حلفوا من المثلة.
(٢) والقص مبسوطة في كتب الحديث والسير، وأخرج أبو داود عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما دخل مكة سرح الزبير بن العوام وأبا عبيدة ابن الجراج وخالد بن الوليد على الخيل، وقال: يا أبا هريرة اهتف بالأنصار، قال: اسلكوا هذا الطريق فلا يشرفن لكم أحد إلا أنمتموه، فنادي مناد: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من دخل داراً فهو أمن، الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>