للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقصد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك المجلس ليجلس فيه، فمنعه أبو جهل، وشكى هؤلاء إلى أبي طالب النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: [فعلمت ما في السماوات إلخ] ولا يلزم (١) بقاء ذلك العلم حتى ينافي (٢) النصوص.


(١))) يعني بعد تسليم أن لفظة (ما) في حديث الباب للعموم، وإلا فالظاهر من قوله ما في السماوات الأمور المهمة المناسبة لعمله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي زيد، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطابنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن، الحديث، أفترى أنهم صاروا كلهم عالمين بالغيب بعد ذلك، وفي معنى هذا الحديث عدة روايات لا بد من حملها عل الأمور المهمة المناسبة.
(٢))) يعني النصوص الصريحة الكثيرة النافية لعلم غيبه صلى الله عليه وسلم، وقال القارئ: فعلمت ما في السماوات والأرض يعني ما أعلمه الله تعالى مما فيهما من الملائكة والأشجار وغيرهما، وهو عبارة عن سعة علمه الذي فتح الله به عليه، وقال ابن حجر: أي جميع الكائنات التي في السماوات بل وما فوقها، كما يستفاد من قصة المعراج، والأرض بمعنى الجنس أي وجميع ما في الأرضيين السبع بل وما تحتها، قال القارئ: ويمكن أن يراد بالسماوات الجهة العليا، وبالأرض الجهة السفلي، فيشمل الجميع، لكن لا بد من التقييد الذي ذكرنا، إذ لا يصح إطلاق الجميع كما هو الظاهر، انتهى. قلت: وإنما احتاجوا إلى توجيه ما ورد من مثل ذلك من الروايات التي هي أخبار أحاد مجملة لما قد ثبت بالقطع أن علم الغيب مخصوص بخالق الأنس والجان، ولجامع هذا التقرير سيدي الوالد المرحوم رسالة وجيزة في الهندية معروفه بـ (مسألة علم الغيب) أجمل فيها هذه المسألة مع ذكر دلائلها، وحكى عن شرح الفقه الأكبر لعلى القارئ أن الأنبياء لم يعلموا المغيبات من الأشياء إلا ما أعلمهم الله أحياناً، وذكر الحنفية تصريحاً بالتكفير باعتقاد أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب، لمعارضة قوله تعالى: «قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله» إلى آخر ما بسطه.

<<  <  ج: ص:  >  >>