للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد ذكر القصة، فذكر أحد الراويين جزء من الآية، والآخر جزء آخر منها، وإن كان مرادهما واحدًا، هو الإشارة إلى تمام الآية بقراءة بعض منها.

قوله [فهل يكشف عذاب الآخرة] هذه (١) قرينة على ما ذكره ابن مسعود في تفسير الآية، والمنظور فيها قول الله عز وجل: {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} لا مجرد الدعاء التي ذكرها بقوله: (٢)، وقد سمعت (٣) عذرهم.

قوله [البطشة واللزام] هذا غير متعرض به في الآية أوردها استطرادًا وتبعًا تتميمًا للفائدة، لعل حاملاً يقص لغير ذلك ويحملهما على غير محملهما.


(١) يعني أن القرينة على أن المراد بالدخان ما أصابهم في القحط لا ما ينتظر قرب القيامة أن انطباق قوله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ} على الأول أظهر، ومعنى قوله (المنظور فيها) أن المقصود من ذكر هذه القصة هي الآية المذكورة لا مجرد دعائه صلى الله عليه وسلم بالقحط، لأن مجرد الدعاء لا يدل على صحة ما قاله ابن مسعود بخلاف زوال القحط.
(٢) والمقولة محذوفة لظهورها.
(٣) يعني من حمل الآية على الدخان قرب القيامة قد عرفت جوابه عن استدلال ابن مسعود وهو أن هذا الدخان أيضًا يبقى أربعين يومًا ثم يكشف عنهم، فينطبق عليه أيضًا {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>