للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمكان الذي بنى ثم بيت الله، ولم يكن بني بعد (١) بل كانت أكمات يدعون عندها فيجابون، وكانت السحب الثلاثة فيها رحمة لهم إن آمنوا، ونقمة إن بقوا على كفرهم. قوله [وذكر النبي (٢) صلى الله عليه وسلم أنه لم يرسل] أي لم يخرج من مسدها وبابها الذي كانت تخرج منه إلا قدر حلقة الخاتم مع ما كانت تخرج منه دائمًا،


(١) فقد ورد في الروايات وكتب السير أن أول من بني الكعبة بعد الطوفان سيدنا إبراهيم عليه السلام، وفي الدر برواية البخاري وغيره من جماعة المخرجين في حديث طويل في بناء الكعبة: قال إبراهيم: فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتًا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفع القواعد من البيت، الحديث. وبرواية ابن جرير والطبراني وغيرهما عن عمرو بن العاص قال: لما كان زمن الطوفان رفعه الله إليه، فكانت الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه حتى بوأه الله بعد لإبراهيم وأعلمه مكانه فبناه، وغير ذلك من الروايات الكثيرة صريحة في أن أول من بناء بعد الطوفان إبراهيم عليه السلام، فكان في زمن عاد أكمة، ولذا ورد الدعاء في جبال مهرة أو جبال تهامة.
(٢) إشارة إلى أن قوله: وذكر أنه لم يرسل مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبه جزم المحشى، ويؤيده ما في جمع الفوائد برواية الترمذي: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لم يرسل الريح إلا مقدار هذه الحلقة، وكذا في تيسير الوصول بروايته، فقال صلى الله عليه وسلم عند ذلك: إنه لم يرسل الريح إلا من مقدار هذه الحلقة. لكن في مسند أحمد برواية عفان عن سلام قال أبو وائل: فبلغني أن ما أرسل عليهم، الحديث. وهكذا في أسد الغابة برواية أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>