(٢) بياض طويل في الأصل بعد ذلك، ولم أنحصل غرض الشيخ، وحديث ابن المبارك أخرجه الإمام أحمد في مسنده، ونصه هكذا: حدثنا عبد الله، ثنى أبي، ثنا يعمر، ثنا عبد الله بن المبارك، أنا الأوزاعي، ثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني هلال ابن أبي ميمونة، أن عطاء بن يسار حدثه، أن عبد الله بن سلام حدثه، أو قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سلام، قال: تذاكرنا بيننا فقلنا: أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله أي لأعمال أحب الله؟ الحديث. واكتفى الإمام أحمد على هذا السند ولم يخرج حديث محمد بن كثير، فظاهر ميل الترمذي ترجيح حديث ابن كثير إذ ذكر بعد ذلك متابعة الوليد بن مسلم لمحمد بن كثير، والظاهر أنه هو المرجح عند الجمهور إذ اقتصر عليه الدارمي في سنن والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ثم الحديث مشهور بالتسلسل بقراءة سورة الصف كما رويناه في مسلسلات شيخ مشايخنا الشاه ولى الله الدهلوي، وكذا رواه السيوطي في الدر المنثور مسلسلاً، ثم قال: أخرجه ابن المنذر مسلسلاً أيضًا. والبهقي في الشعب والسنن مسلسلاً، قال الحافظ: ابن حجر: هو من أصح مسلسل يروى في الدنيا قل أن وقع في المسلسلات مثله في مزيد علوه، انتهى. وقال السخاوي في فتح المغيث شرح ألفية الحديث: أصح المسلسلات مطلقًا المسلسل بسورة الصف، ثم المسلسل بالأولية، انتهى. وقال الحافظ في الفتح: قد وقع لنا سماع هذه السورة مسلسلاً في حديث ذكر في أوله سبب نزولها وإسناده صحيح، قل أن وقع في المسلسلات مثله مع مزيد علوه، انتهى.