للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع أن التأسيس (١) أولى منه، أو المراد بالشك لازمه وهو اللهو والغفلة، والمعنى أنا لم تزل في الغفلات والقسوات إلى أن آل الأمر إلى إنزاله تبارك وتعالى في لهونا وسهونا هذه الآية. قوله [إما أنه] أي النعيم الذي تعدونه نعيمًا (٢)، أو السؤال كائن لا محالة فإن هذين من النعيم أيضًا كما صرح به في الرواية الآتية.

قوله [ونرويك من الماء] بالعطف على (لم) لا على مدخوله (٣) لئلا ينقلب إلى الماضي فتفوت دلالته على التجدد، والاحتياج إلى شيء منه مغاير لما سبق شربه بخلاف الصحة، فإن الاحتياج فيها إنما هو في بقائها أو استرداد زائلها إذا فاتت، وأما الماء البارد فلا غناء عنه بحصوله مرة.


(١) ويؤيد ذلك الروايات العديدة المرفوعة الصريحة في ذلك، بسطها السيوطي في الدر، منها ما ذكره برواية ابن مردويه عن عياض بن غنم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (٢) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} يقول: لو دخلتم القبور {ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} لو قد خرجتم من قبوركم، الحديث.
(٢) يعني يبسط لكم الدنيا ويكون لكم فيها من النعيم ما تعدونه أيضًا نعيمًا، وبهذين الوجهين معًا فسر الحديث المحشى، والمراد بالرواية الآتية في قول الشيخ ما سيأتي من قوله: ونرويك من الماء البارد، وأوضح منه ما في الدر برواية أحمد والنسائي وغيرهما عن جابر، قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فأطعمناهم رطبًا وسقيناهم ماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا من النعيم الذي تسألون عنه، انتهى.
(٣) ويؤيده وجود الياء في النسخ الهندية والمصرية، وضبطه صاحب المجمع بحذفها عطفًا على المجزوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>