للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم خير (١) وفرق منهم شر، ثم خير الفرقة من خيار الفرق، فمعنى خير الفرق في الحديثين (٢).


(١) وأخرج القاضي في الشفاء بسنده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قسم الخلق قسمين فجعلني من خيرهم قسمًا، فذلك قوله عز وجل: وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثًا، فجعلني من خيرها ثلثا، وذلك قوله "وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة" الآيات، فأنا من السابقين، وأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل، فجعلني من خيرها قبيلة، وذلك قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} الحديث.
(٢) بياض في الأصل بعد ذلك، ولم يذكر صاحب المشكاة هذا الحديث بل ذكر الحديث الآتي والمؤدى واحد، وفسره القارئ بقوله: (عن العباس أنه جاء) غضبان (إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه سمع شيئًا) من الطعن في نسبه، قال الطبي: قوله فكأنه سمع مسبب عن محذوف، أي جاء العباس غضبان بسبب ما سمع طعنًا من الكفار، نحو قوله تعالى: {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} كأنهم حقروا =شأنه وأن هذا الأمر العظيم الشأن لا يليق إلا بمن هو عظيم من القريتين، فأقرهم صلى الله عليه وسلم على سبيل التبكيت على ما يلزم تعظيمه وتفخيمه، فإنه أولى بهذا الأمر من غيره، لأن نسبه أعرف وأروميته أعلى وأشرف، ويؤيده ما روى البخاري عن أبي سفان أنه حين سأله هرقل عظيم الروم عن نسبه صلى الله عليه وسلم، فقال: هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: سألتك عن نسبه فذكرت أنه ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. (فقال: إن الله خلق الخلق) أي من الجن والأنس، وأبعد الطبي وأدخل الملك معهم، قلت: وفي البعد خفاء، ثم قال: (فجعلني في خيرهم) وهو الأنس (ثم جعلهم) أي صير هذا الخير بمعنى الخيار والأخيار (فرقتين) عربًا وعجمًا (فجعلني في خيرهم فرقة) وهم العرب (ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة) يعني قريشًا (ثم جعلهم بيوتًا) أي بطونًا (فجعلني في خيرهم بيتًا) يعني بطن بني هاشم، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>