أبرأ إليه من أن أتخذه خليلاً ويرجع إليه خلتي، بل الخلة لي مع الله سبحانه، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر، لكونه أحرى بذاك وأولى من كل مؤمن. قوله [قالت: ثم أبو عبيدة بن الجراح] فأما إن لم تكن عالمة (١) بالترتيب
(١) فإن الترتيب عند الجمهور أن الخلفاء الراشدين أفضل الأمة على ترتيب الخلافة، قال الحافظ بعد ما بسط الكلام في التخيير بعد الشيخين: نقل البيهقي في الاعتقاد بسنده إلى أبي ثور عن الشافعي: أجمع الصحابة وأتباعهم على أفضلية أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، انتهى. وقال السيوطي في التدريب: أفضلهم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر بإجماع أهل السنة، وممن حكى الإجماع القرطبي، وقال: لا مبالاة بأقوال أهل الشيع ولا أهل البدع، وكذا حكى الشافعي إجماع الصحابة والتابعين على ذلك، انتهى. وقد أجاب شيخ المشايخ الدهلوي في الإنجاح عن حديث الباب بأن المحبة تختلف بالأسباب والأشخاص، فقد يكون للجزئية، وقد يكون بسبب الإحسان، وقد يكون بسبب الحسن والجمال وأسباب أخر لا يمكن تفصيلها، ومحبته صلى الله عليه وسلم لفاطمة للجزئية والزهد، ومحبته لعائشة للزوجية والتفقه، ومحبة أبي بكر =وعمر وأبي عبيدة بسبب القدم في الإسلام وإعلاء الدين ووفور العلم، فإن الشيخين لا يخفى حالهما، وأما أبو عبيدة فقد فتح الله على يديه فتوحًا كثيرة في خلافة الشيخين، وسماه صلى الله عليه وسلم أمين هذه الأمة، والمراد في هذا الحديث محبته صلى الله عليه وسلم لهذا السبب، فلا يضر ما جاء في الأحاديث الأخر إلخ.