للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الحرب ونظر في مواقعها، فإنه لما نزل على قرب العدو منع أن يوقد أحد نارًا والناس في شدة من البرد، فغاظ ذلك عمر رضي الله عنه فشكى إلى أبي بكر وبين له ما لهم من العناء، فقال أبو بكر: إنما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا حين رآه أهلًا لذلك، فالسمع والطاعة، فسكت عمر، حتى إذا كان في آخر الليل أغار على العدو فهزموا، وحصلت للمسلمين غنيمة، فبين لهم عمرو بن العاص عذره في منع الاستيقاد.

قوله [وما بي أن أكون أدركتها] أي لم يكن لي إدراكها في الزمان (١)


(١) ويؤيد هذا المعنى ما في أكثر الروايات من الصحيحين وغيرهما بلفظ: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وفي بعضها: ما غرت على خديجة هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه، قال الحافظ: قوله ما رأيتها، وفي رواية مسلم من هذا الوجه: ولم أدركها، ولم أر هذه اللفظة إلا في هذه الطريق، نعم أخرجها مسلم من طريق الزهري عن عروة عن عائشة بلفظ: وما رأيتها قط، ورؤية عائشة لخديجة كانت ممكنة، وأما إدراكها لها فلا نزاع فيه؛ لأنه كان لها عند موتها ست سنين، كأنها أرادت بنفي الرؤية والإدراك النفي بقيد اجتماعها عنده صلى الله عليه وسلم، أي لم أرها وأنا عنده ولا أدركتها كذلك، انتهى، قلت: ولهذا الإشكال ذكر الشيخ معنى آخر للإدراك، وقال الدمنتي في قوله ما غرت: قال الطيبي: ما الثانية مصدرية أو موصولة، أي مثل الذي غرت.

<<  <  ج: ص:  >  >>