للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى التمرة ولو متصل المسجد لم يجزه عن الوقوف بعرفة.

قوله [فمرت ركبة] كانت هذه الركبة ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم] يصلي صلاته هذه كانت نافلة في المسجد الذي ذكرنا، وفي بعض الروايات (١) قصة زائدة على هذه يعني مرت ركبة فأقامني أبي على الدواب التي كانت لنا وكنا نازلين بها من قبل وذهب لينظر الركبة من هم فذهبت وأنا خلفه فنظرت إلى إلخ، وظهور عفرة الإبط لما يظهر من المتردي حال السجدة وكانت سجدة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث تتجافى الأعضاء ما بينها.

قوله [فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ] ليس ذلك إلا بيان ما وقع من القصة بعد مرور الركبة بزمان لا على فوره كما يوهمه كلمة إذا المفاجاتية والمعنى أني بعد علمي بمرور الركبة أتيت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي قال فكنت أنظر إلى إبطيه وكانت (٢) تنكشف لكونه مترديًا (٣) للإحرام إذا سجد فأرى بياضه وهو محل الترجمة فإن بدو بياض الإبط لا يتيسر إلا بتجاف في السجود بالغ غايته وكان سجدته صلى الله عليه وسلم بحيث تتجافى الأعضاء ما بينها، وأما العفرة فكان من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون هناك بياض مع أن ذلك محل السواد لكونه (٤) موضع الشعر، وكان الشعر في إبطيه صلى الله عليه وسلم أيضًا، والعفرة هو البياض الغير الخالص.

قوله [وعبد الله بن أرقم أه] هذا فصل بين الراويين اسماهما عبد الله ودفع لما عسى أن يتوهم من اتحادهما لوحدة اسمهما وقربة وشيبه بين اسمي أبيهما بأن عبد الله بن أقرم بتقديم القاف على الراء المهملة إنما هو صحابي ممن روى عن


(١) ذكرها ابن ماجة مفصلاً.
(٢) أي كل واحدة من الإبطين والإبط يذكر ويؤنث كما في كتب اللغة.
(٣) أي مرتد قال المجد تردت الجارية توشحت ولبست الرداء كارتدت.
(٤) ففي المجمع العفرة هو بياض غير خالص بل كلون عفر الأرض وهو وجهها أراد منبت الشعر من الإبطين بمخالطة بياض الجلد سواد الشعر، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>