للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم يتمنون زيادة على قيامهم لكنهم لم يتيسر لهم ذلك الانصراف الإمام أثيبوا ما عزموا وأجمعوا عليه وأوتوا الأجر مقدار ما ركنوا إليه ثم قام بهم في السابعة والعشرين وكانت ليلة القدر ثم اعلم أن ثواب ليلة القدر الموعود في الروايات والآيات ليس (١) منوطًا على إدراك شيء من علاماتها التي بينوها بل حيث ما اتفق له العبادة في تلك الليلة يعطى هذه المثوبة وإن قام نصف الليل يؤتي على نصفه وهكذا فليس يحرم من إدراك فضلها مؤمن فإنه صلى المغرب والعشاء والسنن والنوافل، ولعله ذكر الله في ساعات أخرى فيؤتى له ذلك المقدار من أجر الليلة بتمامها ثم إن بعض روايات عدد ركعات صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة تخبر بكونها عشرين وإن كانت ضعيفة، كما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن جابر (٢) وقد أجمعوا على أن الحديث الضعيف يتقوى بعمل الصحابة وكثرة الطرق.

هذا آخر أبواب الصوم وأول أبواب الحج.


(١) قلت: بل هو مختلف عندهم كما بسط في الأوجز فقيل يحصل الثواب المرتب عليها وإن لم يظهر له شيء كما ذهب إليه الطبري والمهلب وابن العربي وجماعة وقيل: يتوقف على كشفيها له وإليه ذهب الأكثر لما في الروايات من الأمر بالالتماس.
(٢) هكذا في الأصل والمشهور أن رواية عشرين ركعة من حديث ابن عباس وهو الذي تكلموا فيه لكنه مؤيد بآثار الصحابة كما بسطت في الأوجز، وعمل الخلفاء الراشدين المهديين الذين أمرنا بعض النواجذ على العمل به.

<<  <  ج: ص:  >  >>