للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه سوف يقاسمني في الربح الذي يخرج من المال، مع العلم أنه سوف يرد لي المبلغ كاملا قبل مرور العام المتعاقد عليه البنك، كي لا تشعر أمي، وأنه سوف يعطيني الربح الذي كنت أتقاضاه من البنك حتى أعطيه لأمي أول كل شهر، فوافقت على ذلك. فما حكم الدين في هذا؟ وهل يجوز لي أن أخفي هذا الشيء، عن أمي مع العلم أنها لو علمت بذلك سوف تغضب علي وأنا لا أريد هذا؟ فما حكم الدين في المال (المكسب) الذي يعطيه لي أخي من التجارة؟ والله أسأل أن يوفقكم إلى ما فيه الخير.

ج: لقد أخطأت في هذا التصرف؛ لأن الواجب عليك حفظ المبلغ الذي جعلته أمك أمانة عندك، ولا يجوز لك التصرف فيه إلا بإذن أمك؛ لقوله -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (١) وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أد الأمانة إلى من ائتمنك (٢) » فعليك بحفظ المبلغ وإرجاعه إلى أمك متى ما طلبته، ولا يجوز لك إيداعه في البنك بفائدة، لا لك ولا لأمك؛ لأن ذلك من الربا الذي


(١) سورة النساء الآية ٥٨
(٢) رواه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: أبو داود ٨٠٥ / ٣ برقم (٣٥٣٥) ، والترمذي ٣ / ٥٦٤ برقم (١٢٦٤) ، والدارمي ٢ / ٢٦٤، والدارقطني ٣ / ٣٥، والحاكم ٤٦ / ٢، والطحاوي في (المشكل) ٥ / ٩١، ٩٢ برقم (١٨٣١، ١٨٣٢) ، والبيهقي ١٠ / ٢٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>