للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س٤ إذا كان محمد لديه شك في القرآن فالقرآن يقول أنه ينبغي أن يرجع إلى أهل الكتاب اليهود والنصارى (١٠ / ٩٥) من سورة يونس؟

ج٤ يشير بذلك إلى قوله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} (١) وهذه الآية لا حجة لهم فيها؛ لأن تعليق الحكم بالشرط لا يستلزم تحقق الشرط ووجوده؛ إذ قد يتعلق الحكم بشرط ممتنع كما في قوله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} (٢) الآيات إلى قوله سبحانه {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٣) فأخبر سبحانه بأن هؤلاء الأنبياء لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون مع انتفاء الشرك عنهم، بل مع امتناعه منهم؛ لأنهم قد ماتوا على التوحيد، ولأنهم معصومون من الشرك، وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٤) {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (٥) فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يشك ولم يسأل أحدا من أهل الكتاب؛ لأنه لم يفهم من ذلك الخطاب طلب السؤال


(١) سورة يونس الآية ٩٤
(٢) سورة الأنعام الآية ٨٣
(٣) سورة الأنعام الآية ٨٨
(٤) سورة الزمر الآية ٦٥
(٥) سورة الزمر الآية ٦٦

<<  <  ج: ص:  >  >>