ج ٢: قراءة القرآن من حيث هي قراءة ليست دعاء بمعنى المسألة، ولكنها مستلزم الدعاء، بمعنى: إعلان الحاجة إلى الله وإلى إحسانه ورحمته وحسن مثوبته، إن قارئ القرآن لله بإخلاص وصراحة يسأل ربه أن يسبغ عليه النعماء، ويدفع عنه الشر والبلاء، وقد يمر في قراءته بآيات فيها دعاء، أو إخبار عن دعاء، كقوله تعالى:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(١)