س: ما صحة الحديث الذي رواه أبو داود وغيره، ونصه:«أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم» وهل يجوز أن يستدل به؟ لأنني حسب مطالعتي القاصرة لكتب العلماء، رأيت مثلا صاحب (بلوغ المرام) يقول عن الحديث بأن فيه مقالا، وكذلك وقفت على تشكيك في هذا الحديث لمحقق كتاب (الموافقات) وخلاصته: أنه يعارض القرآن الكريم وآياته الداعية إلى إقامة المساواة والعدل.
وعليه أرجو من والدي العزيز أن يقول الفصل في هذا الحديث.
ج: هذا الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود (١) » وله طرق كثيرة لا تخلوعن مقال، ولكنه بمجموعها يكون حديثا حسنا.
ومعنى الحديث: استجاب ترك مؤاخذة ذي الهيئة إذا وقع في
(١) أحمد ٦ / ١٨١، والبخاري في (الأدب المفرد) ص ١٦٥ برقم (٤٦٥) (سلفية) ، وأبو داود ٤ / ٥٤٠ برقم (٤٣٧٥) ، والطحاوي في (المشكل) ٣ / ١٢٦، ١٢٨، ١٢٩، وابن حبان ١ / ٢٩٦ برقم (٩٤) ، وابن حزم في (المحلى) ١١ / ٤٠٤، ٤٠٥ مسألة رقم (٢٣٠٦) ، وأبو نعيم في (الحلية) ٩ / ٤٣، والبيهقي ٨ / ٢٦٧، ٣٣٤.