للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاحتفالات المحرمة، التي ظهر فيها معنى التعظيم والتقرب، فكانت ممنوعة سدا للذريعة، وبعدا عن مشابهة الكفار في أعيادهم واحتفالاتهم، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبه بقوم فهو منهم (١) » ثالثا: تلاوة القرآن من خير القربات والأعمال الصالحات، لكن جعلها ختاما لاحتفالات مبتدعة لا يجوز؛ لأن فيه مهانة له بوضعه في غير موضعه، وأما إنشاد الأناشيد في مديح النبي -صلى الله عليه وسلم- فحسن، إلا إذا تضمنت غلوا فيه، وكونها ختاما للمناسبات المذكورة ونحوها فلا يجوز؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم وإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله (٢) » وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو (٣) » كما لا يجوز أن يخصوا ذلك بيوم يتخذ موسما وعيدا. رابعا: اختتام الاحتفال بالقيام احتراما للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتقديرا له، اختتام سيئ، لا يرضاه الله، ولا تقره الشريعة، فإنه من أنواع الشرك الذي حرمه الله على عباده، فإن الوقوف احتراما لمن قد لقي ربه نوع من التقرب إليه والعبادة له، كما أن القيام في الصلاة قربة يتقرب بها إلى الله تعالى، وهو ضرب من الغلو في الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد نهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.


(١) أحمد (٢ / ٥٠، ٩٢) ، وأبو داود برقم (٤٠٣١) ، وابن أبي شيبة في [المصنف] (٥ / ٣١٣) ، وعبد بن حميد في [المنتخب] برقم (٨٤٦) ، وأبو يعلى في مسنده كما في [الكنز] (٤ / ٢٨٧) ، والطبراني في [الكبير] ، كما في [مجمع الزوائد] (٥ / ٢٦٧) ، وانظر [اقتضاء الصراط المستقيم] لشيخ الإسلام (١ / ٢٣٦) .
(٢) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (٣٤٤٥) ، مسند أحمد (١/٢٤) ، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٨٤) .
(٣) الإمام أحمد (١ / ٢١٥، ٣٤٧) ، وابن ماجه برقم (٣٠٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>