الله سبحانه سيتجلى للناس في اليوم الآخر ويبدو لهم ليتم الإيمان به حقا وصدقا، يتأنس إليهم ليثبت الحجة عليهم إذ هم يعجزون عن إدراك كيفيته ولا يبلغون بقوة عقولهم ماهيته وإنما الناظر إليه كالناظر إلى وجهه في المرآة، ألا ترى يا فضيلة الإمام الأكبر عندما تنظر في المرآة صورة تماثل صورتك. قال الشيخ: نعم، قال الطالب الدرزي: هذه الصورة منزهة عن جميع الصفات البشرية لا تأكل ولا تشرب ولا تعي ولا ولا ... نحن نعتقد أنك كما تنظر إلى المرآة وترى صورتك البادية المجردة عن جميع الصفات تبدو لنا صورة الله المنزه عن جميع الصفات. اهـ.
إن الواقع التاريخي والعلمي يشهد بأن الدروز يعبدون الحاكم ويؤلهونه وأن الحاكم العبيدي ادعى الألوهية لنفسه. وكان المقربون إليه من بطانته يدعون إلى عبادته، وأن الطالب الدرزي كذاب في استنكاره ذلك ثم لبس وخلط في كلامه وأتى بما هو كفر في رده واستنكاره، وقال: يخطئ من يقول: إننا نؤله حاكما فنكر حاكما، وإنما الكلام في عبادتهم وتأليههم للحاكم العبيدي الذي كان ملكا على مصر ونفى عن الله الصفات كلها وشبهه بالصورة في المرآة فقال: إنما الناظر إليه كالناظر إلى صورته في المرآة، وقال: نحن نعتقد يا فضيلة الإمام الأكبر أنك كما تنظر