للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (١) وما ثبت من قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله (٢) » وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ: «وحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا (٣) » وقوله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار (٤) » أما الاستعانة بغير الله فيما كان في حدود الأسباب العادية التي جعلها الله إلى الخلق وأقدرهم على فعلها؛ كالاستعانة بالطبيب في علاج مريض وبغيره، وإطعام جائع، وسقي عطشان، وإعطاء غني مالا لفقير، وأمثال ذلك فليس بشرك، بل هو من تعاون الخلق في المعاش وتحصيل وسائل الحياة، وهكذا لو استعان بالأحياء الغائبين بالطرق الحسية؛ كالكتابة، والإبراق، والمكالمة الهاتفية ونحو ذلك.

وأما حياة الأنبياء والشهداء وسائر الأولياء فحياة برزخية


(١) سورة الجن الآية ١٨
(٢) انظر الفتوي رقم (٣٠٦٨) باب (الاستغاثة والدعاء) .
(٣) الإمام أحمد (٢ / ٥٢٥) عن أبي هريرة، و (٣ / ٢٦١) (٥ / ٢٢٨، ٢٣٤، ٢٣٦، ٢٣٨، ٢٤٢) من حديث معاذ، والبخاري (٣ / ٢١٦) و (٧ / ٦٨، ١٣٧، ١٨٩) و (٨ / ١٦٤) ، و [مسلم بشرح النووي] (١ / ٢٣٠) .
(٤) رواه الإمام أحمد (١ / ٣٧٤، ٤٤٣، ٤٦٢، ٤٦٤) ، والإمام البخاري (٥ / ١٥٣) و (٧ / ٢٣٠) ، ورواه مسلم بلفظ: '';من مات يشرك بالله شيئا دخل النار'' (٢ / ٩٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>