للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأذان، أما إتيان المؤذن بها سرا فسنة.

أما معنى حديث: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها (١) » . . . إلخ أن من عمل بسنة صحيحة قد ترك الناس العمل بها، فقد أحياها بذلك لتتابع الناس على العمل بها بسببه، وكذا لو وعظهم وذكرهم بها فتتابعوا على العمل بها، ويؤيد هذا المعنى ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي عمرو جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: «كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار، أو العباء متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالا فأذن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: إلى آخر الآية: والآية التي في الحشر: تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة، فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء (٥) » .


(١) صحيح مسلم الزكاة (١٠١٧) ، سنن الترمذي العلم (٢٦٧٥) ، سنن النسائي الزكاة (٢٥٥٤) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٠٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٥٩) ، سنن الدارمي المقدمة (٥١٤) .
(٢) صحيح مسلم الزكاة (١٠١٧) ، سنن الترمذي العلم (٢٦٧٥) ، سنن النسائي الزكاة (٢٥٥٤) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٠٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٥٩) ، سنن الدارمي المقدمة (٥١٤) .
(٣) سورة النساء الآية ١ (٢) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}
(٤) سورة النساء الآية ١ (٣) {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
(٥) سورة الحشر الآية ١٨ (٤) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ}

<<  <  ج: ص:  >  >>