المقصود من الخل شربه بل استعماله في كثير من الأطعمة، كالخس مثلا، فهل يؤكل هذا الأكل بوجوده فيه أم لا؟
ج٣: أولا: الخل إذا كان أصله خمرا وتخلل هذا الخمر بفعل آدمي لا يجوز استعماله، والأصل في ذلك ما رواه مسلم في كتاب:(الأشربة) ، من (صحيحه) ، والترمذي في كتاب (البيوع) من (جامعه) ، وأبو داود في كتاب:(الأشربة) من (سننه) : أن أبا طلحة سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أيتام ورثوا خمرا، قال: «أهرقها قال: أفلا أجعلها خلا؟ قال: لا (١) » .
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: في هذا بيان واضح أن معالجة الخمر حتى تصير خلا غير جائز، ولو كان إلى ذلك سبيل لكان مال اليتيم أولى الأموال به؛ لما يجب من حفظه وتثميره والحيطة عليه، وقد كان نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن إضاعة المال، وفي إراقته إضاعته، فعلم بذلك أن معالجته لا تطهره ولا ترده إلى المالية بحال، وهو قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وإليه ذهب الشافعي وأحمد بن حنبل.
ثانيا: إذا تخللت الخمر بنفسها جاز استعمالها، والأصل في ذلك ما أخرجه مسلم في (الأشربة) من (صحيحه) ، باب (فضل
(١) رواه بهذا اللفظ من حديث أنس - رضي الله عنه -: مسلم ٣ / ١٥٧٣ برقم (١٩٨٣) ، والترمذي ٣ / ٥٨٩ برقم (١٢٩٤) ، والدارقطني ٤ / ٢٦٥، وأبو يعلى ٧ / ١٠١ برقم (٤٥ ٤٠) ، وابن الجارود (غوث المكدود) ٣ / ١٥٠ برقم (٨٥٤) ، والبيهقي ٦ / ٣٧.