للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في فهمهم ورفع أصواتهم، وعليه أن ينصحهم ويرشدهم إلى ما أراد حتى لا يعودوا إلى مثل ذلك مرة أخرى. وإن كان قصده أن يجيبوه في الحال بالتهليل والتكبير مع رفع الأصوات بذلك فهو مخطئ مبتدع وهم مخطئون مبتدعون؛ لأن ذلك لم يعهد من النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه ولا من الخلفاء الراشدين في خطبهم ولا ممن كانوا يستمعون لهم، إنما كان يسأل الخطيب بعض من في المسجد عن أمر يتعلق به كما كان من النبي صلى الله عليه وسلم مع سليك لما دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس ولم يصل تحية المسجد فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيصلي ركعتين (١) وكما كان منه مع أعرابي اشتكى القحط، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله تعالى أن ينزل المطر، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه فنزل الغيث واستمر حتى طلب منه في خطبة الجمعة التي بعدها أن يمسكه فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يجعله حيث ينتفع به ولا يضر (٢) وكما كان من عمر مع عثمان لم يبكر إلى الجمعة يوما قال عمر: أية ساعة هذه، فقال عثمان: والله لم أزد على أن توضأت، فقال عمر: والوضوء (٣) أيضا رضي الله عن


(١) أحمد (٣ / ٣٦٣) ، والبخاري برقم (٩٣٠، ٩٣١، ١١٦٦) ، ومسلم برقم (٨٧٥) .
(٢) أحمد (٣ / ١٠٤، ١٨٧، ١٩٤، ٢٦١، ٢٧١) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (٩٣٣، ١٠١٣، ١٠١٥) ، ومسلم برقم (٨٩٧) .
(٣) أحمد (١ / ١٥، ٤٦) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (٨٨٢) ، ومسلم برقم (٨٤٥) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>