للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وإليك يعود السلام) فهل هذه الزيادة بدعة؟

ج ٣: تقدم في الجواب عن السؤال الثاني أن الأصل في الأذكار وسائر العبادات الوقوف عند ما ورد من عباراتها وكيفياتها، فلا ينقص منها ولا يزاد عليها ولا يغير في كيفياتها، والذي ثبت في كتب السنة الستة من الذكر بهذه الصيغة: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام (١) » وفي رواية: «تباركت ذا الجلال والإكرام (٢) » ولم ترد زيادة: (وإليك يعود السلام) ولا زيادة (وإليك السلام) فيما نعلم، إلا في (سنن البيهقي) من طريق داود بن رشيد قال: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي عن ابن عمار عن أبي أسماء، فذكر الحديث وفيه: (وإليك السلام) وفي سنده الوليد بن مسلم القرشي من رجال السنة حافظ متقن إلا أنه كان يدلس تدليس التسوية، قال الدارقطني: (كان الوليد يرسل، يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عن نافع وعن عطاء) . وقال صالح بن محمد: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: (قلت للوليد: قد أفسدت حديث الأوزاعي، قال: كيف؟ قلت: تروي عن الأوزاعي عن نافع وعن الأوزاعي عن الزهري ويحيى بن سعيد


(١) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٩١) ، سنن الترمذي الصلاة (٣٠٠) ، سنن أبو داود الصلاة (١٥١٢) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٩٢٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٢٨٠) ، سنن الدارمي الصلاة (١٣٤٨) .
(٢) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٩١) ، سنن الترمذي الصلاة (٣٠٠) ، سنن أبو داود الصلاة (١٥١٢) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٩٢٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٢٨٠) ، سنن الدارمي الصلاة (١٣٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>