أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تؤجل له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا: يا رسول الله: إذا نكثر، قال:"الله أكثر (١) » وقد يكون المانع من الإجابة من ذات الداعي نفسه من كونه أتى في دعائه بإثم أو قطيعة رحم أو اعتداء في السؤال أو أكل حرام ونحو ذلك، فينبغي للداعي أن يخلص لله في دعائه ويبتعد عن الأسباب التي تحول بينه وبين الإجابة، وأن يتحرى أوقات الإجابة، كثلث الليل الأخير، وبين الأذان والإقامة، ويوم الجمعة، فقد ورد أن فيها ساعة لا يوافقها عبد يسأل الله شيئا إلا أعطاه الله إياه، وفي حالة السجود في الصلاة؟ لحديث: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب، ودعوة الصائم والمسافر والوالد على ولده ونحو ذلك، وينبغي أن يلح العبد على ربه في مسألته، ويكثر الدعاء لعل الله أن يستجيب لدعائه، فالدعاء له فضل كبير، ولو لم يكن فيه إلا الخضوع والذل لله تعالى، وإظهار الافتقار إليه، والتبرؤ من الحول
(١) رواه من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أحمد ٣ / ١٨، والبخاري في (الأدب المفرد) ص / ٢٤٨، برقم (٧١٠) ، وابن أبي شيبة ١٠ / ٢٠١، وأبو يعلى ٢ / ٢٩٦، برقم (١٠١٩) ، والبزار (كشف الأستار) ٤ / ٤١، ٤٠ برقم (٣١٤٣، ٣١٤٤) ، والحاكم ١ / ٤٩٣، وعبد بن حميد ٢ / ٨٧ برقم (٩٣٥) ، والبيهقي في (الشعب) ٣ / ٣٣٢، ٣٣٣ برقم (١٠٨٩، ١٠٩٠) ، ط: الهند