للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقع لي في لفظ: (اللهم إن كنت تعلم) فالله سبحانه وتعالى يعلم الأمور حاضرها وماضيها ومستقبلها، واللفظ أتى: (إن كنت تعلم) أي حسب فهي المحدود - كأننا ننفي العلم لله سبحانه وتعالى.

ج: العبارة الواردة في حديث الاستخارة بلفظ: «اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي. . . (١) » الحديث تدل على علم الله بكل شيء وإحاطته به، وليس للعبد شيء من ذلك إلا ما أعلمه الله له وألهمه إياه، ولا يجوز أن يفهم من العبارة المذكورة نفي العلم عن الله أو الشك في ذلك، وحاشا الله عن ذلك سبحانه، فالله سبحانه عالم بحقيقة ما استخار العبد فيه ربه قبل خلقه وبعد خلقه، وما يؤول إليه، والمعنى إن كان في سابق علمك بأن هذا الأمر خير لي. . إلخ أو أن هذا الأمر شر لي، وهذا ما يجهله العبد المستخير، ويعلمه الله سبحانه، فالعبد يطلب من الله أن يلهمه ويوفقه للخير، ويصرفه ويصرف عنه الضر، ولا يعلم ذلك إلا الله، فينبغي لك أن تبتعد عن مثل هذه الخواطر التي قد تقدح في عقيدتك، وتؤثر على دينك، وأن تحسن ظنك بالله، فإن الله عند حسن ظن عبده به، وعليك أن تسأل أهل العلم الموثوق بعلمهم عما أشكل عليك من أمور دينك.


(١) صحيح البخاري الجمعة (١١٦٦) ، سنن الترمذي الصلاة (٤٨٠) ، سنن النسائي النكاح (٣٢٥٣) ، سنن أبو داود الصلاة (١٥٣٨) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٨٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٣٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>