للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا بكت العيون وأفاضت من الدموع فيعرف أن الله تقبل منه التوبة، وإذا لم يبك فإن الله لم يتقبل منه، فهل هذا صحيح؟ جزاكم الله خيرا.

ج: البكاء وجلا من الله وخوفا منه وخشوعا له سبحانه وإخباتا له من صفات المؤمنين الصادقين، وقد أثنى الله على الباكين من خشيته، فقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} (١) وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عينان لا تمسهما النار أبدا: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله (٢) »

لكن لا يشترط في صحة التوبة البكاء، وإنما شروطها الإقلاع من الذنب، والندم والعزم على عدم العودة إلى المعصية، وإذا كان حقا لآدمي رده إليه.


(١) سورة المائدة الآية ٨٣
(٢) رواه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: الترمذي ٤ / ١٧٥ برقم (١٦٣٩) ، وابن أبي عاصم في (الجهاد) ٢ / ٤١٦ برقم (١٤٦) ت: مساعد الحميد، وأبو نعيم في (الحلية) ٥ / ٢٠٩ (بنحوه) ، والبيهقي في (الشعب) ٣ / ٨٥ برقم (٧٧٥) ط: الهند. كما رواه من حديث أنس رضي الله عنه: أبو يعلى ٧ / ٣٠٧ - ٣٠٨ برقم (٤٣٤٦) ، وابن أبي عاصم في (الجهاد) ٢ / ٤١٧ برقم (٤٧) ، والطبراني في (الأوسط) ٦ / ٥٦ برقم (٥٧٧٩) ط: دار الحرمين بالقاهرة، وأبو نعيم في (الحلية) ٧ / ١١٩، والقضاعي في (مسند الشهاب) ١ / ٢١٢ برقم (٣٢١) ، والخطيب في (تاريخ بغداد) ٢ / ٣٦٠

<<  <  ج: ص:  >  >>