للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - بمشقص في أكحله (١) » ولما رواه الترمذي عن أنس - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كوى أسعد بن زرارة من الشوكة (٢) » وقال: حسن غريب، ولما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الشفاء في ثلاث: في شربة عسل، أو شرطة محجم، أو كية بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكي (٣) » وفي لفظ آخر: «وما أحب أن أكتوي (٤) » فدل فعله وإخباره - صلى الله عليه وسلم - بأنه من أسباب الشفاء على جواز العلاج به عند الحاجة إليه، وأما نهيه أمته عن الكي فيحمل على ما إذا لم يحتج إليه المريض؛ لإمكان العلاج بغيره، أو على أن العلاج به خلاف الأولى والأفضل؛ لما فيه من زيادة الألم والشبه بتعذيب الله العصاة بالنار، ولهذا أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه بأنه لا يحب أن يكتوي، وأثنى على الذين لا يكتوون؛ لكمال توكلهم على الله، وينبغي أن يتولى ذلك خبير بشؤون الكي، ليكوي من يحتاج إلى هذا النوع من العلاج في الموضع


(١) رواه من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أحمد ٣ / ٣١٢، ٣٥٠، ٣٦٣، ٣٨٦، ومسلم ٤ / ١٧٣١ برقم (٢٢٠٨) ، وأبو داود ٤ / ٢٠٠ برقم (٣٨٦٦) ، والترمذي ٤ / ١٤٤ - ١٤٥، برقم (١٥٨٢) ، والنسائي في (الكبرى) ٨ / ٥٤ برقم (٨٦٢٦) ط: مؤسسة الرسالة، وابن ماجه ٢ / ١١٥٦ برقم (٣٤٩٤) .
(٢) الترمذي ٤ / ٣٩٠ برقم (٢٠٥٠) ، وأبو يعلى ٦ / ٢٧٥ برقم (٣٥٨٣) ، وابن حبان ١٣ / ٤٤٣ برقم (٦٠٨٠) ، والطحاوي في (شرح المعاني) ٤ / ٣٢١، والحاكم ٤ / ٤١٧، والبيهقي ٩ / ٣٤٢.
(٣) صحيح البخاري الطب (٥٦٨٠) ، سنن ابن ماجه الطب (٣٤٩١) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٢٤٦) .
(٤) صحيح البخاري الطب (٥٦٨٣) ، صحيح مسلم السلام (٢٢٠٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٣٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>