للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتراض على قضاء الله وقدره، وجزع من ذلك الذي اقتضت حكمته أن يبتلي عباده بالخير والشر امتحانا واختبارا لعباده، قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ} (١) وقد يبتلي الله بعض عباده بالمرض، وهو الحكيم فيما يفعل، العليم بما يصلح عباده، ويكون في ذلك خير له وزيادة في حسناته وقوة في إيمانه، وقرب من الله سبحانه باستكانته وتضرعه وخضوعه لله سبحانه وتوكله عليه ودعائه له، فينبغي للإنسان إذا أصيب بأحد الأمراض: أن يحتسب الأجر في ذلك ويصبر على ما أصابه من البلاء، فإن من أنواع الصبر، الصبر على البلاء حتى يفوز برضا الله سبحانه عنه، وزيادة حسناته ورفع درجاته في الآخرة، ويدل لذلك ما رواه صهيب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عجبت من أمر المؤمن، إن أمر المؤمن كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان ذلك له خير، وإن أصابته ضراء فصبر فكان ذلك له خير (٢) » . أخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) ، والإمام أحمد في (المسند) ، وهذا لفظ الإمام أحمد.

وقوله تعالى: {وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ} (٣) وقوله


(١) سورة الأنبياء الآية ٣٥
(٢) صحيح مسلم الزهد والرقائق (٢٩٩٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٣٢) ، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٧٧) .
(٣) سورة الحج الآية ٣٥

<<  <  ج: ص:  >  >>